من طرف قمر الزمان الجمعة 1 يناير - 17:05:25
كتبهامحمد السيسى ، في 1 يناير 2010 الساعة: 00:01 ص
الأستاذ محمد السيسى المحامى
الأمين العام لنقابة محامين 6 أكتوبر ، ومقرر لجنة الحريات وحقوق الإنسان . له العديد من الأبحاث والدراسات السياسية والقانونية والشرعية .
د. حسن الحيوان | 30-12-2009 23:21
– الثابت أن مصر تقوم ببناء جدار عازل بتصميم وتمويل وإشراف تنفيذي أمريكي, جدار أمريكي على أرض مصر, بموافقة مصر أو بإقناعها أو بإرغامها, النتيجة واحده, لم يتم أخذ رأى الشعب ولا أي من المؤسسات.ولم تبادر الحكومة بالإعلان عن الموضوع بل انتشر الخبر بالإعلام العالمي ثم بدأت الحكومة بالتبرير.
–إسرائيل تحاصر غزه من جميع الجهات عدا الجنوبية المصرية وبناء الجدار حسب تصور الفاعل يؤدى إلى تجويع وسحق ليس فقط أتباع حركة حماس بل أكثر من مليون ونصف وليس فقط وصولا لخروج الفلسطينيين على قيادة حركة حماس بل حرمانهم من حق وفطرة الفرار من الهلاك الجماعي ولذلك:
–الهدف الاستراتيجي:القضاء على كل من يقاوم المشروع التوسعي الإسرائيلي وبالتالي المشروع الإمبريالي الغربي في منطقتنا…القضاء على نهج وروح المقاومة الإسلامية في حد ذاتها.
–بالرغم من ذلك هناك حمله رسميه مصريه بأن الجدار يستهدف الأمن القومي والسيادة المصرية ومصر فعلت كل ما تستطيع تجاه القضية الفلسطينية!!هذا فعلا صحيح, لكن السؤال هل ما تفعله مصر لمصلحة إسرائيل أم لمصلحة المصريين؟
–التقييم الجذري, حتى, بعيدا عن العواطف الإسلامية:
..لماذا تقبل مصر رسميا بدوله نووية على حدودها عكس كل دول العالم؟ولماذا قامت بالتوقيع على اتفاقية حظر الانتشار النووي في منطقتنا دون اشتراط توقيع إسرائيل على نفس الاتفاقية؟؟……. يبدو موقفا رسميا مذهلا!!!
..إذا افترضنا أن حماس تستهدف دوله إسلامية على الحدود المصرية(أمر غير ثابت وبدون دليل) ومصر ترفض بدعوى أنها دوله دينيه(التاريخ الإسلامي والحد الأدنى من الثقافة الإسلامية يؤكد أن الدولة الإسلامية مدنيه لا دينيه)فلماذا تقبل مصر بدوله نووية دينيه يهودية على نفس الحدود(أمر ثابت وفقا للتصريحات الرسمية الإسرائيلية) ؟؟؟…… يبدو موقفا رسميا مذهلا!!!
–هل يمكن أن يكون التمويل والإشراف الأمريكي لمصلحة مصر أم إسرائيل؟؟؟
–القادة الإسرائيليين, مثلا وليس حصرا, الرئيس بيريز, يلاقون استقبالا حافلا على أعلى مستوى رسمي في مصر, لكن ليفنى وزيرة خارجية العدو السابقة صدر أمر قضائي من محكمه بريطانية بالقبض عليها أثناء التواجد في بريطانيا بتهمة المشاركة في جريمة الحرب على غزه, كل ذلك متزامن منذ شهر…مقارنه مخذيه!!
–بناء الجدار بالإضافة لتسويقه رسميا على أنه لتحقيق الأمن والسيادة المصرية وبدون أخذ رأى الشعب, يعنى أن مصر تقوم بتأكيد دورها كمحلل للسياسات والإجراءات الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة.. ولذلك لا يجب أن نستعجب كثيرا من المواقف الشعبية بشأن السفارات والقنصليات المصرية في الدول العربية بالإضافة لنفس المواقف أثناء اللقاءات الرياضية..مشاعر كراهية مبرره.
–الموقف الرسمي بعد الجدار:موقف عسكري سياسي شامل يؤكد خيارا استراتيجيا بأن العدو هو الشعب المقاوم في غزه وليس إسرائيل… موقف محدد يحسم الجدل الحاصل في المجتمع منذ حرب غزه.
–حتى إذا اعتبرنا انفصال الأمن والمصلحة المصرية عن قضية فلسطين والأقصى في حد ذاتها(أكدنا استحالة ذلك بمقال سابق بعنوان– مصر أولا أم القضية الفلسطينية) فالجدار يمثل عملا(وليس حلا)أمنيا بامتياز بعيدا عن السياسة, لا يمكن أن يحقق السيادة لأسباب فطريه وإنسانية بل تتحقق بسياسة مصريه تستهدف إنهاء الحصار حتى يتوقف احتياجهم الإجباري الفطري لعبور حدودنا للحصول على مستلزمات الحياة, مع إصرارهم على العودة لعدم التفريط في أرضهم(عكس ما تدعى الأصوات الرسمية المصرية) فتهجير الفلسطينيين إلى مصر ضد مصلحتهم بل لمصلحة إسرائيل, ومع استمرار النهج الأمني المصري بعيدا عن السياسة في كل الملفات الخارجية والداخلية ستتحول مصر من, الفاعل الظالم إلى المفعول به الظالم, أمرا مذهلا لان كل المواقف مذهله, وتصبح مصر هي التي تحاصر نفسها فالطوفان ليس فقط من غزه شمالا بل جنوبا من السودان المعرض للتقسيم على حساب مصر ثم داخليا الفتن الطائفية, العقائدية, بدو سيناء, النوبة, فضلا عن الصدام مع شتى طوائف المجتمع المصري على الأصعدة الاقتصادية والسياسية, لمصلحة من كل ذلك؟؟يستحيل أن يستفيد من ذلك إلا طرف واحد فقط!!!!.
–إن حركة حماس وغزه هي حائط الصد الوحيد المقاوم لحمايتنا ليس فقط كمسلمين بل كمصريين في مواجهة المشروع العنصري التوسعي في منطقتنا فإسرائيل هي الكيان الوحيد عالميا بدون حدود رسميه لاستهداف المزيد من التوسعات الجغرافية تحديدا باتجاه الأراضي المصرية بداية باستيعاد سيناء.
–السيناريو المؤسف المتوقع بعد الجدار ومزيد من حصار غزه هو هجمة شرسة أخرى على غزه لاستئصال المقاومة, فعلى كل منا أن يلتزم بالمسؤولية الفردية من منطلق الوطنية المصرية والقومية العربية والهوية الإسلامية والفطرة الإنسانية تجاه القضية الفلسطينية.